التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
4- الإيمان بالحوض وبيان صفته
[وفي عرصات القيامة الحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم رأس> ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته عدد نجوم السماء، طوله شهر، وعرضه شهر، من يشرب منه شربة ؛ لا يظمأ بعدها أبدا]
الحوض: هو حوض يَرِدُهُ المؤمنون من أمة محمد اسم> صلى الله عليه وسلم ، وورد أيضا: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![أخرجه الترمذي برقم (2443) في صفة القيامة. وابن أبي عاصم في السنة رقم (734) وصححه الألباني في تخريجه لأحاديث السنة وهو في السلسلة الصحيحة رقم (1589).](/site/books.png)
ويعرفهم صلى الله عليه وسلم بعلامة الوضوء؛ لكونهم يأتون غُرًّا محجلين، بيض الوجوه وبيض الأيدي والأرجل من آثار الوضوء
![كما في حديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء أخرجه البخاري برقم (136) في الوضوء، باب: فضل الوضوء. ومسلم برقم (246) <Taya> [35] </Taya> في الطهارة، باب: استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء.](/site/books.png)
فهذا الحوض ورد فيه أحاديث كثيرة في صفته. وقيل: إنه الكوثر المذكور في القرآن: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![لحديث أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله ما آنية الحوض؟ قال: والذي نفس محمد بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها ألا في الليلة المظلمة المصحية آنية الجنة من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه. يشخب فيه ميزابان في الجنة، من شرب منه لم يظمأ، عرضه مثل طوله، ما بين عفان إلى أيلة، ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل . أخرجه مسلم برقم (2300) في الفضائل، باب: إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته . </font><br> وفي حديث آخر عن ثوبان يغت فيه ميزابان يمدانه من الجنة، أحدهما من ذهب والآخر من ورق . أخرجه مسلم برقم (2301). وقوله: يشخب: أي: يسيل. وقوله: يغت: أي: يصب.](/site/books.png)
ووصف ماؤه بأنه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وأن كيزانه وآنيته عدد نجوم السماء، وأن من شرب منه شربة لم يظمأ حتى يدخل الجنة، وأنه إنما يرده المتبعون للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه يُذَاد عنه الذين ارتدوا أو خالفوا ويقال له: إنهم قد ارتدوا، إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم لم يزالوا مرتدين على أدبارهم منذ فارقتهم
![أخرجه البخاري برقم (6584، 6585، 6586، 6587، 6579، 6580، 6593) في الرقاق. ومسلم برقم (2293، 2294، 2295) في الفضائل.](/site/books.png)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![أخرجه البخاري برقم (6587) في الرقاق، باب: في الحوض . عن أبي هريرة رضي الله عنه.](/site/books.png)
فالذي يؤمن باليوم الآخر يؤمن بهذا؛ وذلك لأن الناس يشتد ظمؤهم في يوم القيامة لطول الموقف، ولكن جعل الله للمؤمنين هذا الحوض؛ ليخفف عنهم ذلك الظمأ فيؤمن المسلمون والمؤمنون باليوم الآخر وبما فيه من التفاصيل، ويعتقدون أنها ثابتة حقيقية، وأنها على ما تواترت بها الأحاديث وثبتت به السنة، وهي من الأمور الغيبية التي يؤمنون بها، فتدخل في قول الله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
مسألة>